×

قصص النجاح

اصاله

جامعة اليرموك - كلية الطب

من القرية إلى كلية الطب

 

هل تعي ما معنى أن تتحول أحلام طفولتك إلى واقع ملموس؟؟!....هذه كانت (معجزتي(.

فمن طالبة حالمة، تحمل حلمها الصغير الذي ولد و كبر معها و طموحاتها الكبيرة، من سقف غرفة صغيرة خارج المنزل لا تحتوي سوى الضوء الذي ينير لها عتمة الليالي المظلمة أثناء دراستها... و من جدران باردة لا تقِ حر الصيف و لا برد الشتاء، من منطقة حدودية مجاورة للحدود الأردنية - السورية.... من هنا ولد الأمل....

فمن هذه المناطق التي عرفت بتزويج الإناث بسن مبكر، خرج فكر مختلف و بدأ الجهل يندثر و يضمحل، سطع منها حلمٌ أبيض مشع لا يشبه الليالي القاتمة التي تجرعتها، ذلك الحلم الأبيض الذي كان بريقه يلمع في عيني في كل صباح أسير به مشيا على الأقدام لأصل إلى مدرستي الثانوية البعيدة عن منزلي، فكأنما كان صوت الصبر يناديني بأنه لا بأس سيتلاشى كل البؤس.... و سيشرق في حياتي بالتأكيد فجر جديد يزهو و يغدو كأيام العيد ، فبفضل الله و بإرادة منه اجتمع الشمل و رد الأمل، و عانقت يداي بعد طول عناء طموحها القابع في السماء، فبعد صراع مع الثانوية العامة اجتزتها و تجاوزتها بمعدل ٩٧.٩.... كانت نسمات اللقاء بيننا كدواءٍ لكل عليل و كأنها تخبرني بأنها تحققت إرادة القدير....

لا يمكنني نسيان تلك اللحظة و ذلك اليوم الذي كنت أنتظر فيه إعلان نتائج الطالبات المقبولات لجمعية المنح الدراسية للنساء الأردنيات كانت لحظة مليئة بالمشاعر المختلفة، فلم يكن لدي أي سبيل لإكمال تعليمي في ظل ظروف معيشية صعبة قاسية، فتملكني الخوف و القلق و رغبة كبيرة في البكاء، فأنا على فاصل زمني قصير من تحديد مستقبلي ؛ إما سأكمل مسيرتي الجامعية و ألامس حلمي بكلتا يدي أو سأرى حلمي يتبخر أمام عيني، سيضيع مستقبلي لظروف خارج سيطرتي... و ينتهي بي الأمر بالجلوس بالبيت.... نعم بعد كل هذا التعب و الاجتهاد و بعد تحصيلي للمعدل الذي يؤهلني لدراسة الطب في الأردن... وقفت ظروفي المعيشية كعائق بيني و بين حلمي، لكن كلما أتذكر كل شيء حدث، و كيف كانت هذه المنحة المقدمة من جمعية المنح الدراسية للنساء الأردنيات هي نقطة تحول بحياتي، و كانت كنور أو هبة إلهية أرسلت لي لأُكمل الطريق و كي أواجه جميع ظروفي بقوة ....

نعم و من هنا أوجه رسالتي لكل شخص يحمل شغفه كشعلة داخل صدره و توالت عليه ظروف الحياة ؛ و بالتحديد لكل فتاة تحيا أياماً صعبة و تبذل ما بوسعها لتصل لهدفها، تخطي العقبات..... انهضي و اكسري جميع الحواجز بإرادتك... آمني بنفسك .... و اكسري قيودك ... فما دمتي تحاولين كوني على يقين بأنكِ ستصلين و تذكري دائمًا ( لا تتخلي عن أحلامك فالمعجزات تحدث كل يوم)

 

      

image
question

لديك سؤال؟

نحن هنا للمساعدة. أرسل لنا بريدًا إلكترونيًا أو اتصل بنا على 00962799045494