سندس

الجامعة الأردنية - كلية الطب

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا سندس، خريجة كلية الطب من الجامعة الأردنية لعام ٢٠٢١ بتقدير امتياز. ما زلت أذكر حينما أنهيت الثانوية العامة في عام 2015 حاملة معي شغفي و حلمي بدراسة الطب ليكون ذلك عونا لي في الاستمرار بخدمة وطني وأبنائه لأني أؤمن أن ما تقدمه للاخرين يعود بالنفع عليك أولا.

هذا الحلم لم يبدأ بيوم وليلة, فمذ أن كنت بالصف الثالث الأساسي طلبت منا المعلمة كتابة مقال بعنوان من اختراعي, فكان هذا مزامنا لوفاة الطفل ليث في إحدى دور الحضانة بعد تعرضه للاختناق بغياب الرقابة, فقدّرت حينها حجم المشكلة وكتبت أني أود اختراع جهاز لحماية الطفل و قياس درجة حرارته و شدة الغازات المتواجدة حوله و يقوم بإرسال هذه البيانات على هاتف المربّي حتى وإن كان في مكان بعيد.  وبقيت هذه الفكرة كشبح يطاردني من مكان لآخر. وبحمد الله تترجمت هذه الفكرة إلى واقع عندما كنت في الصف الحادي عشر, و حاز مشروعي  "Baby Protection Device" على عدة جوائز على مستوى اسيا, فعلمت حينها أن لا سقف لأحلامنا.. و مهما كانت أحلامنا بعيدة المنال فإننا سنطالها يوما ما.

حصولي على هذه المنحة بالنسبة لي كان الخطوة الأولى التي جعلتني أسير بثقة واستمرارية, ثقتكم بي دعمكم لي معنويا و ماديا كان حافزًا مهما لي نحو المضي قدما والعمل الدؤوب في تقديم المساعدة للآخرين... فمسار حياتي  لم يكن وحده هو الذي تغير بسبب هذا الدعم, بل حياة كل من صادفتهم و ساهمت لو بالقليل في التأثير فيهم. و بدعمكم و مساندتكم لي وللكثير مثلي استطعنا أن نواجه الحياة و صعبوتها و عرفنا أن لا مجال للكسل والتهاون و نستطيع تحقيق ما نريد. و كنتم لنا كالأم الحنون الي تقف بجانبنا في كل مرحلة و في كل مأزق و دائمي الاطمئنان والسؤال عنا حتى أحسسنا بأن لنا بيتا اخر يتابعنا و يهتم بنا من بعيد. عرفنا أن الانسانية موجودة والخير فينا إلى يوم الدين و نحن مستمرين في التعليم و العمل العطاء إلى أخر نفس في حياتنا قمنكم نستمد القوة والقدوة.